فيديو: نادلة روسية تضرب شابا بعد أن تحرش بها ولكن...
هناك فيديو يروج منذ أسبوع عبر يوتيوب واستقطب أكثر من 8 ملايين مشاهدة وتظهر عليه نادلة في حانة روسية تضرب أحد الزبائن على رأسه بقائمة الطعام لأنه تجرأ على وضع يده على مؤخرتها. وقد تداولت عشرات وسائل الإعلام، حتى الروسية منها، هذه الحادثة دون أن تتحرى عن صحتها.
نشر هذا الفيديو الأكثر رواجا في 22 أيار/مايو. وتبدو المشاهد كأنها صورت بكاميرا مراقبة في حانة بروسيا. ولم يتضح لا المكان ولا التاريخ. إنه فيديو يملك كل المواصفات لإحداث ضجة. يظهر فيه رجل جالس في الحانة ويبدو أنه يريد وضع بعض "البقشيش" في صدر النادلة التي تصدّه لكنه يواصل التحرش بها فيضع يده على مؤخرتها. فما كان من الفتاة إلا أن تقوم بفعلة حيّاها عليها الملايين من مستخدمي الإنترنت: إذ ضربته على رأسه بقائمة الطعام التي كانت بيدها فوقع أرضا وأصابه الدوار. ومن ثمتهافتت عشرات وسائل الإعلام، وخاصة Mashable و Huffington Postو Mirrorو Atlanticoوعدد مجلة Obs الفرنسية. وأصبحت هذه الفتاة تلقب باسم "النادلة الجريئة". حتى أن الإعلام الروسي تناول الحادثة مثل وكالة Ria Novosti أو Moscow Times. بعض هذه الوسائل الإعلامية اعترفت "بعدم القدرة على التحقق من صحة الخبر" وبعضها تحدث عن شكوك بعض مستخدمي الإنترنت في صحة الحادثة، لكن لا أحد تحرى عن الفيديو.
غير أن المشهد يبدو متقنا كثيرا لكي يكون حقيقيا. فهو منسق كثيرا والأحداث تدور في أقل من دقيقة لكننا لا نرى ما حدث من قبل ولا من بعد المشاجرة بين النادلة والزبون. ثم إنه يمكن التساؤل عن إمكانية ضرب الزبون لدرجة إصابته بالدوار بقائمة الطعام...ثم إننا نرى الزبون يغادر دون أن يطلب بقية ما طلبه بعد أن تلقى الضربة ويظل هادئا ويتقبل الإهانة ويغادر المطعم صاغرا. غريب !
كل هذه التفاصيل أثارت شكوكنا فبحثنا عن مزيد من المعلومات. صحفيتنا المتحدثة بالروسية وجدت أن الموجز المصاحب لهذا الفيديو كان يقول إنه صور في كازان بروسيا وكان هناك رقم هاتف وقد اتصلنا به.
"كل الشخصيات من الممثلين المحترفين"
كان الرقم الذي اتصلنا به لشخص يدعى مارسيل أخميتوف، وهو مسؤول عن وكالة إعلامية هي التي أخرجت هذا الفيديو. في الحقيقة هذا الفيديو مجرد تمثيلية صورت لتكون مقلبا للإعلام ودعاية لمطعم سيزار. هذا ما أوضحه لنا المسؤول عن الإعلانات:
كنا نعلم أن مشهد الشجار سيثير الاهتمام. لذلك قررنا التصوير كما لو كان الأمر يتعلق بتسجيل كاميرا المراقبة. كل الشخصيات في الفيديو من الممثلين المحترفين. غير أن النادلة ضربت الزبون بالفعل وبقوة لكي يكون المشهد صادقا. وزن النادلة 60 كغ بينما وزن الزبون 47 كغ، لذلك فقد عانى شيئا ما. إذ ظل مصابا بالدوار لمدة ساعة ونصف الساعة بعد الضربة...وقد اتصل نحو 20 مطعما لتوظيف هذه النادلة لكنها ممثلة ! وسنكشف بعد أيام عن سر هذا المقلب.
إذا أردتم دليلا آخر على أن هذه "النادلة الجريئة" ما هو إلا فيديو "كاذب" فإليكم صورة عن الشاشة من نفس المشهد بالألوان أعطانا إياها مدير هذه الوكالة ليظهر لنا أنه لم يصور بكاميرا المراقبة. وتحدثنا أيضا مع أوليغ ساووشين، مدير مطعم سيزار، وهو سعيد جدا بهذه الضجة حول مطعمه.
قال أحد النقاد المشهورين جدا في عالم الطبخ بمنطقة كازان إنه لا جدوى من صرف الأموال في الإعلانات التقليدية..علينا أن نبتكر أساليب جديدة مختلفة. هذا الفيديو لم يكلف شيئا تقريبا. وأظن أنه سيعطي صورة جيدة ع 'Arabic Transparent'; font-size: 20px; line-height: 26px; text-align: justify;" />
إن الإعلان بهذه الطريقة ليس المقلب الأول من نوعه لوسائل الإعلام. فقد نشرت عشرات الفيديوهات من قبل نجحت بدرجات متفاوتة. في 2010 نشرت علامة إيريستوف لمشروب الفودكا فيديو تظهر عليه مجموعة من الذئاب وهم يمرون من مرآب للسيارات في متجر روسي. تداولت وسال الإعلام هذا الفيديو دون التحقق من صحته.
شاركنا رأيك وكن اول من يقوم بالتعليق :)[ 0 ]
إرسال تعليق