مات زوجها بعد أشهر قليلة من إتمام الزفاف وتركها حاملًا بابنتها الوحيدة، بعد الولادة لم تجد عائلًا يقوم على رعايتها والإنفاق عليها وأمام جحود أشقائها وتخليهم عنها لم تجد مفراً من اقتحام العمل، لتوفير حياة كريمة لها ولرضيعتها الصغيرة ولأنها كانت تخشى مضايقات الرجال من حولها قرَّرت «صيصة أبو دوح» (64 عامًا)، من قرية «لوانت» إحدى قرى محافظة الأقصر جنوب الصعيد توديع حياة الأنثى وارتداء ملابس الرجال والعمل في مهن لا تناسب طبيعة المرأة على الإطلاق.

وخلال ما يزيد على الـ40 عامًا لم تتخل صيصة عن لبس الجلباب الصعيدي المخصص للرجال، وعن تلك الرحلة روت صيصة لـ«البيان»: «الحمد لله الرحلة شاقة لكن ربنا وفقني وربيت ابنتي وزوجتها والعمل الحلال ليس عيباً». وعن التنكر في ملابس الرجال قالت: «لجأت للتنكر حفاظاً على نفسي من كلام الناس ومطامع الرجال وطوال 42 عامًا لم أرتدِ ملابس النساء في الأماكن العامة سوى مرتين». وأضافت: «بعد وفاة زوجي الكل تخلى عني بما في ذلك أشقائي ولم يكن أمامي سوى العمل في مهنة شريفة لتربية ابنتي».